كيف تشعرين؟
وجلس بجانبها على طرف السرير
ثم ابتسم لها ابتسامة هادئه.
نظر في عينيها نظره عميقة سريعه
لآنه لم يكن قادر على اخفاء ما في عيونه من الم لمدة اطول, كان من الصعب ان يمنع عيناه عن البوح بالسر لعيناها المتسائلتين ففضل ان يقطع تلك النظرات
ولطالما كانت العيون اكبر الواشين بالقلب واحاسيسه,
وبالمشاعر ونغماتها, فتفضح ما نشاء ان نخفي تلك العيون التي يخسر امامها غالبا جلد الرجال صلابته .
اخذ يلملم الغطاء ويدثرها في محاولات فاشله للهروب
و لتغيير مجرى نظراته امام الحاح مقلتيها.
اغمضت عيناها فهمس بأسمها
والفزع يقفز في عينيه وقد اضطربت ملامحه
فالتفتت نحوه بهدوء
محركة رأسها الذي غاص وسط الوسائد كنرجسة تغرق في الماء بسكون تام ورسمت ابتسامة متعبه تسلقت شفتيها بلهاث لتنوب عن الكلمات,
فقد كان الدواء المسكن اخذ يتسلل الى اعضائها بنجاح ليطلق بها الخدر والتعب والنعاس هكذا باتت لغة الكلمات اصعب
من ان يتمكن لسانها المتعب من ادائها فكانت ابتسامتها رسالة تطمئنه
انها لازالت هنا انها لم ترحل بعد,
فهي تخشى عليه من الالم وتعلم كم يؤلمه حقا رحيلها عنه ..
ابتسم لها بطمأنينه ومواساة فائقة اما هي عادت واغمضت عينيها فأدرك انها تحتاج لغفوه.
عندها استسلم لنظراته
و اصبح قادرا على امعان النظر بها دون ان يخشي انطلاق عيناه بالدموع امامها تأملها... وتاملها... وتاملها...
الى ان صار يشعر بخفق قلبه المتلهف لضمها في حضنه فهي لن تستيقظ مادام الدواء يسري في عروقها الا ان تلك الاجهزة والاسلاك والحقن الموصولة بجسدها وقفت امامه كحاجز من الاشواك فرمق تلك الحواجز بنظرة غاضبة مالبثت ان تلاشت بانشغاله بقطرات المحلول المعلق بالحقنة الوريديه في يدها .
كانت القطرات تنزل بايقاع منتظم اكد له ان كل شيئ على ما يرام فعاد للغوص في قسمات وجه انثاه على الرغم ان المرض لم يبقي من بريقها شيئ,
فلا شعرها الذي كان ينسدل على كتفيها كاليل الذي امتلأت سماؤه بالنجوم الامعه كما كان سابقا ولا وجهها الابيض المفعم بالحياة تملؤه الورود الزاهية ولا عينيها الكحيلتين تنعم ببريقها كما عهدها لسنين طوال.
الا انها مازالت تأسره وتملك عواطفه, فالحب الصادق عندما يأسرنا يملكنا ويتملكنا حتى الصميم فنذوب في مكنونات الحبيب الى ان يمسي خليطا لروحنا فنراه بعيون قلبنا ونلمحه بذاكرة احلامنا . بل لعل الامر بالنسبه له قد تعدى هذا كله فبات يلمس جمالها في ضعفها ووهنها وكأن وجهها الشاحب هو اشد وسيلة تُخرج منه حنو الرجل ولهفته بأسمى معانيها.
اخذ يقلب الذكريات و كيف التقاهالآول مره كان ذلك منذ زمن طويل عشر سنوات لازمها ولازمته خلالها حتى باتا توأما لاينفصل او انهما حسبا انهما كذلك .
عاود البحث في الذاكره ..لالا لم يكن ذلك منذ وقت طويل كأنه الامس حين التقاها .كانت في الرابعه والعشرين آن ذاك... لم تكن جميلة وحسب بل كانت اشياء اخرى, اشياء ظن ولايزال يظن انها اشياء يصعب على اي امرأة اخرى ان تكونها فهو ليس الرجل الذي يعجب بكل امرأة تعبر طريقه ,ولم يكن من اللذين تفتنهم حواء بمحاسن جسدها وحسنها فيال كثرة الجميلات.. الائي يفخرن بما حباهن الله من بدعة وابداع في الخَلق كأنهن صاحبات الفضل فيه الا انهن يرددن الجميل بالنكران للعرفان على النعمة فيفتن هذا ويأسرن ذاك بينما هن في حقيقة الامر يلهون بالجميع هؤلاء نساء لم تكتمل انوثتهن في نظره فالمرأة جسد وقلب وعاطفه.وهو رجل يحتاج لامرأة كامله كي يستسلم ,امرأة تأسره من الاعماق تملكه وان كان اعمى, امرأة يدركها قلبه قبل عينيه فيرشده لها ولوجودها .
ابتسم ابتسامة ساخره وخاطب نفسه :الا هي كانت مختلفه كانت جميلة فاتنة تأسر قلوب الجميع الا اني كنت أشعر انها آخر من يعلم أنها بذاك الكم من السحر . جذبته دون ان يشعر كان تاره يرى فيها العقل والقوة وتارة يرى فيها الرقة المتناهيه فأمست اما واختا وصديقه قبل ان تكون بعد هذا كله حبيبه .هي ذاك النوع من النساء الاتي يأبين الا ان يكن وطننا للقلب الذي يعشقنه فيقدمن كل ما لديهن. لا يدري كيف ومتى احبها لكنه كان يدري بأنها تعلم ما تريده وانه هو ما ارادت .
ثم لمعت بباله خاطره جعلت قسماته تبدو غاضبه فقال : يالها من عنيده كانت دوما تعرف كيف تحصل على ما تريد بقوه وها هي هنا لتحصل على ما ارادت.
عادت الافكار تأخذه من جديد للماضي وكيف عاملها اهله بعد علمهم انها لن تتمكن ان تنجب له فالحمل والولاده خطيرة على حياتها بسبب مرضها وقد تُسرّع وفاتها وهو الوحيد لوالديه دون اخوه وتذكّر كلماتهم القاسيه ودعوتهم له بالزواج من اخرى كي تنجب له وكم حذروه من انها ستموت وتتركه وحيدا بلا ابن يحمل اسمه, فالعرف في الزواج ان يثمر للرجل اولادا يأكدوّن فحولته ويضمنون استمراريته ومن لا ابن له يوقظ في الناس تعاطفهم على غير عادتهم فيغدوا المجتمع اجمع نصيرا له مشفقا عليه جاعلا منه مظلوما منقوصا وان جاء ذكره يُذكر بالمُكابر المسكين ويمسي تعيسا رغم انفه. وكأن الولد ليس قسمة من الله ورزق يهبه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء.
وعاد ليذكر من جديد كم أرّق زوجته علمها بحبه الشديد للأطفال وولعه بهم فتمنى لو انه لم يحلم معها سابقا بأطفال له منها يكونون ثمره الحب وقطافه الزكي .نظر اليها بحنو ولامس كفها برفق وقال: انما ارتهم لانك ستكونين امهم لانهم جزء يُقتسم من جسدكِ ويُخلق من دمكِ ولحمكِ اردتهم ليحملون قسماتك وصفاتك اردتهم لأنك انت شريكتي بهم ولحبي ان اكون شريكك فيكونون مزج لحبنا وعشقنا مزاجا لجسدينا وروحينا... أما علمتِ ان الدموع التي ذرفتِها حينها اغلى عندي من ذاك الحلم لآنك الاصل فيه.
آهاتها قاطعت رحلة افكاره المسافرة في الذكريات.
تقدم منها اكثر و خاطبها واللهفة تملئ وجدانه سألها:اتتألمين ؟
قالت بصوت مبحوح :لا .. لكني عطشى
نهض بسرعه وصب لها بعض الماء الموجود في زجاجة على الطاولة المجاوره جلس الى جانبها وسندها الى ساعده رفع الماء الى شفتيها واطمأن لانها تشرب، شربت قليلا فتبسم...
نظرت اليه نظرة المتوسل المتعب وقالت: اتعبتني الابر ووخزها آن الاوان ان اتخلص منها .
فقال لها : اطمأني قريبا ستتعافين .
تبسمت وقالت: اعرف هذا ..انه قريب جدا ...لا تخاف انا بافضل احوالي الآن اشعر ان الالم زال اطمإن يا حبيبي فقد انتهت آلامي.... لا تخف انا لن ارحل عنك ابدا فقد وُلِدت من جديد.
أدارت وجهها نحوه وادنت شفتيها من اذنه وبصعوبة جعلت ذراعها حول عنقه وهمست فيها بغنج : الا تصدق ...؟ سأجعلك تصدق ...فضحك ....
تبسمت اكثر وهمست في اذنه :احبك ...ومشتاقة لأن تحضنني
عندها احتضن وجهنتيها بكفيه وقرب وجهه منها مالئاً عيناه من عيناها... طبع قبلة صغيره على فمها ثم ضمها اليه طويلا ..طويلا أخذت الدموع تنسال من عينيه الا ان بكاؤه اخذ يشتد اكثر واكثر وصوته يعلو اكثر واكثر ويجش بقوة تزداد اكثر واكثر و اكثر حتى انه ملئ المكان ببكائه ، فقد كان يشعر بجسدها وقد ثقل بين يديه وبأذنه التي لم تعد تسمع صوت انطلاق انفاسها ويداها الاتي استرختا تماما و توقفن عن احتضانه ، نعم .. ماكان بكاؤه الا ادراكه لانها ماتت.
كان صوت بكاءه يعلوا بشده فطغى على عويل جهاز مراقبه القلب الذي اعلن هو الاخر عن رحيلها . هرع الممرضين والطبيب لغرفتها وارغموه على ترك عناقها وتقبيلها
وفصلوا جسده عن جسدها . هو لم يكن يسمع اصواتهم المواسيه المترجيه ،هولم يكن يرى وجوههم الواجمه ،فقد كانت الارض تدور بشكل جنوني وكان هو وهي في اعلاها الى ان فقد وعيه.
ودّعها بقلب قد انفطر وبكا على قبرها طويلا.. طويلا. إلا انه لم يمت من بعدها ولم يعد لبيته وحيدا، فقد تركت له من يحيى لاجله ويحيى معه، تركت بين يديه قطعة من جسدها ونفحة من روحها تركت لديه طفلا يحمل جميع ملامحها ويستمر عن طريقه في ذكراها في حبه لها .
كانت تعلم انها ستموت ولم تشأ ان تتركه وحيدا او لعلها خافت ان ينساها او ربما رغبت ان تقدم له الحلم الذي حلمته برفقته يوما .
كانت تعلم وتريد .كانت بالفعل تعرف كيف تحصل على ما تريد بقوه
وجلس بجانبها على طرف السرير
ثم ابتسم لها ابتسامة هادئه.
نظر في عينيها نظره عميقة سريعه
لآنه لم يكن قادر على اخفاء ما في عيونه من الم لمدة اطول, كان من الصعب ان يمنع عيناه عن البوح بالسر لعيناها المتسائلتين ففضل ان يقطع تلك النظرات
ولطالما كانت العيون اكبر الواشين بالقلب واحاسيسه,
وبالمشاعر ونغماتها, فتفضح ما نشاء ان نخفي تلك العيون التي يخسر امامها غالبا جلد الرجال صلابته .
اخذ يلملم الغطاء ويدثرها في محاولات فاشله للهروب
و لتغيير مجرى نظراته امام الحاح مقلتيها.
اغمضت عيناها فهمس بأسمها
والفزع يقفز في عينيه وقد اضطربت ملامحه
فالتفتت نحوه بهدوء
محركة رأسها الذي غاص وسط الوسائد كنرجسة تغرق في الماء بسكون تام ورسمت ابتسامة متعبه تسلقت شفتيها بلهاث لتنوب عن الكلمات,
فقد كان الدواء المسكن اخذ يتسلل الى اعضائها بنجاح ليطلق بها الخدر والتعب والنعاس هكذا باتت لغة الكلمات اصعب
من ان يتمكن لسانها المتعب من ادائها فكانت ابتسامتها رسالة تطمئنه
انها لازالت هنا انها لم ترحل بعد,
فهي تخشى عليه من الالم وتعلم كم يؤلمه حقا رحيلها عنه ..
ابتسم لها بطمأنينه ومواساة فائقة اما هي عادت واغمضت عينيها فأدرك انها تحتاج لغفوه.
عندها استسلم لنظراته
و اصبح قادرا على امعان النظر بها دون ان يخشي انطلاق عيناه بالدموع امامها تأملها... وتاملها... وتاملها...
الى ان صار يشعر بخفق قلبه المتلهف لضمها في حضنه فهي لن تستيقظ مادام الدواء يسري في عروقها الا ان تلك الاجهزة والاسلاك والحقن الموصولة بجسدها وقفت امامه كحاجز من الاشواك فرمق تلك الحواجز بنظرة غاضبة مالبثت ان تلاشت بانشغاله بقطرات المحلول المعلق بالحقنة الوريديه في يدها .
كانت القطرات تنزل بايقاع منتظم اكد له ان كل شيئ على ما يرام فعاد للغوص في قسمات وجه انثاه على الرغم ان المرض لم يبقي من بريقها شيئ,
فلا شعرها الذي كان ينسدل على كتفيها كاليل الذي امتلأت سماؤه بالنجوم الامعه كما كان سابقا ولا وجهها الابيض المفعم بالحياة تملؤه الورود الزاهية ولا عينيها الكحيلتين تنعم ببريقها كما عهدها لسنين طوال.
الا انها مازالت تأسره وتملك عواطفه, فالحب الصادق عندما يأسرنا يملكنا ويتملكنا حتى الصميم فنذوب في مكنونات الحبيب الى ان يمسي خليطا لروحنا فنراه بعيون قلبنا ونلمحه بذاكرة احلامنا . بل لعل الامر بالنسبه له قد تعدى هذا كله فبات يلمس جمالها في ضعفها ووهنها وكأن وجهها الشاحب هو اشد وسيلة تُخرج منه حنو الرجل ولهفته بأسمى معانيها.
اخذ يقلب الذكريات و كيف التقاهالآول مره كان ذلك منذ زمن طويل عشر سنوات لازمها ولازمته خلالها حتى باتا توأما لاينفصل او انهما حسبا انهما كذلك .
عاود البحث في الذاكره ..لالا لم يكن ذلك منذ وقت طويل كأنه الامس حين التقاها .كانت في الرابعه والعشرين آن ذاك... لم تكن جميلة وحسب بل كانت اشياء اخرى, اشياء ظن ولايزال يظن انها اشياء يصعب على اي امرأة اخرى ان تكونها فهو ليس الرجل الذي يعجب بكل امرأة تعبر طريقه ,ولم يكن من اللذين تفتنهم حواء بمحاسن جسدها وحسنها فيال كثرة الجميلات.. الائي يفخرن بما حباهن الله من بدعة وابداع في الخَلق كأنهن صاحبات الفضل فيه الا انهن يرددن الجميل بالنكران للعرفان على النعمة فيفتن هذا ويأسرن ذاك بينما هن في حقيقة الامر يلهون بالجميع هؤلاء نساء لم تكتمل انوثتهن في نظره فالمرأة جسد وقلب وعاطفه.وهو رجل يحتاج لامرأة كامله كي يستسلم ,امرأة تأسره من الاعماق تملكه وان كان اعمى, امرأة يدركها قلبه قبل عينيه فيرشده لها ولوجودها .
ابتسم ابتسامة ساخره وخاطب نفسه :الا هي كانت مختلفه كانت جميلة فاتنة تأسر قلوب الجميع الا اني كنت أشعر انها آخر من يعلم أنها بذاك الكم من السحر . جذبته دون ان يشعر كان تاره يرى فيها العقل والقوة وتارة يرى فيها الرقة المتناهيه فأمست اما واختا وصديقه قبل ان تكون بعد هذا كله حبيبه .هي ذاك النوع من النساء الاتي يأبين الا ان يكن وطننا للقلب الذي يعشقنه فيقدمن كل ما لديهن. لا يدري كيف ومتى احبها لكنه كان يدري بأنها تعلم ما تريده وانه هو ما ارادت .
ثم لمعت بباله خاطره جعلت قسماته تبدو غاضبه فقال : يالها من عنيده كانت دوما تعرف كيف تحصل على ما تريد بقوه وها هي هنا لتحصل على ما ارادت.
عادت الافكار تأخذه من جديد للماضي وكيف عاملها اهله بعد علمهم انها لن تتمكن ان تنجب له فالحمل والولاده خطيرة على حياتها بسبب مرضها وقد تُسرّع وفاتها وهو الوحيد لوالديه دون اخوه وتذكّر كلماتهم القاسيه ودعوتهم له بالزواج من اخرى كي تنجب له وكم حذروه من انها ستموت وتتركه وحيدا بلا ابن يحمل اسمه, فالعرف في الزواج ان يثمر للرجل اولادا يأكدوّن فحولته ويضمنون استمراريته ومن لا ابن له يوقظ في الناس تعاطفهم على غير عادتهم فيغدوا المجتمع اجمع نصيرا له مشفقا عليه جاعلا منه مظلوما منقوصا وان جاء ذكره يُذكر بالمُكابر المسكين ويمسي تعيسا رغم انفه. وكأن الولد ليس قسمة من الله ورزق يهبه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء.
وعاد ليذكر من جديد كم أرّق زوجته علمها بحبه الشديد للأطفال وولعه بهم فتمنى لو انه لم يحلم معها سابقا بأطفال له منها يكونون ثمره الحب وقطافه الزكي .نظر اليها بحنو ولامس كفها برفق وقال: انما ارتهم لانك ستكونين امهم لانهم جزء يُقتسم من جسدكِ ويُخلق من دمكِ ولحمكِ اردتهم ليحملون قسماتك وصفاتك اردتهم لأنك انت شريكتي بهم ولحبي ان اكون شريكك فيكونون مزج لحبنا وعشقنا مزاجا لجسدينا وروحينا... أما علمتِ ان الدموع التي ذرفتِها حينها اغلى عندي من ذاك الحلم لآنك الاصل فيه.
آهاتها قاطعت رحلة افكاره المسافرة في الذكريات.
تقدم منها اكثر و خاطبها واللهفة تملئ وجدانه سألها:اتتألمين ؟
قالت بصوت مبحوح :لا .. لكني عطشى
نهض بسرعه وصب لها بعض الماء الموجود في زجاجة على الطاولة المجاوره جلس الى جانبها وسندها الى ساعده رفع الماء الى شفتيها واطمأن لانها تشرب، شربت قليلا فتبسم...
نظرت اليه نظرة المتوسل المتعب وقالت: اتعبتني الابر ووخزها آن الاوان ان اتخلص منها .
فقال لها : اطمأني قريبا ستتعافين .
تبسمت وقالت: اعرف هذا ..انه قريب جدا ...لا تخاف انا بافضل احوالي الآن اشعر ان الالم زال اطمإن يا حبيبي فقد انتهت آلامي.... لا تخف انا لن ارحل عنك ابدا فقد وُلِدت من جديد.
أدارت وجهها نحوه وادنت شفتيها من اذنه وبصعوبة جعلت ذراعها حول عنقه وهمست فيها بغنج : الا تصدق ...؟ سأجعلك تصدق ...فضحك ....
تبسمت اكثر وهمست في اذنه :احبك ...ومشتاقة لأن تحضنني
عندها احتضن وجهنتيها بكفيه وقرب وجهه منها مالئاً عيناه من عيناها... طبع قبلة صغيره على فمها ثم ضمها اليه طويلا ..طويلا أخذت الدموع تنسال من عينيه الا ان بكاؤه اخذ يشتد اكثر واكثر وصوته يعلو اكثر واكثر ويجش بقوة تزداد اكثر واكثر و اكثر حتى انه ملئ المكان ببكائه ، فقد كان يشعر بجسدها وقد ثقل بين يديه وبأذنه التي لم تعد تسمع صوت انطلاق انفاسها ويداها الاتي استرختا تماما و توقفن عن احتضانه ، نعم .. ماكان بكاؤه الا ادراكه لانها ماتت.
كان صوت بكاءه يعلوا بشده فطغى على عويل جهاز مراقبه القلب الذي اعلن هو الاخر عن رحيلها . هرع الممرضين والطبيب لغرفتها وارغموه على ترك عناقها وتقبيلها
وفصلوا جسده عن جسدها . هو لم يكن يسمع اصواتهم المواسيه المترجيه ،هولم يكن يرى وجوههم الواجمه ،فقد كانت الارض تدور بشكل جنوني وكان هو وهي في اعلاها الى ان فقد وعيه.
ودّعها بقلب قد انفطر وبكا على قبرها طويلا.. طويلا. إلا انه لم يمت من بعدها ولم يعد لبيته وحيدا، فقد تركت له من يحيى لاجله ويحيى معه، تركت بين يديه قطعة من جسدها ونفحة من روحها تركت لديه طفلا يحمل جميع ملامحها ويستمر عن طريقه في ذكراها في حبه لها .
كانت تعلم انها ستموت ولم تشأ ان تتركه وحيدا او لعلها خافت ان ينساها او ربما رغبت ان تقدم له الحلم الذي حلمته برفقته يوما .
كانت تعلم وتريد .كانت بالفعل تعرف كيف تحصل على ما تريد بقوه
» تعلم تصميم قواعد البيانات SQL حصريا
» Assembly Lab
» كتاب مادة الـ C ++ حصريا لشباب إنجاز
» حصريا .. كتب العلوم المالية والمصرفية
» دعاء مكتوب على جدار الجنة
» حكمه مهمه
» .....................................
» هـــــــــنــالِــك دائِــمـــــــــاً....!!!!
» تَباً