الكثير من السياسيين والكتاب يتحدثون باستمرار عن التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشهده كل يوم وعن مدى صعوبة التأقلم مع هذه التغييرات المتسارعة وتعلم التطبيقات الخاصة بهذه التقنيات الجديدة.
بالنظر إلى المتسوى الذي وصلنا إليه اليوم .. مقارنة مع ما كنا عليه قبل قرنين أو ثلاثة من الزمن، فمن المؤكد أن التغيرات كثيرة ومتشعبة، يصعب استيعابها بسرعة، لكن المقارنة مع ما كنا عليه قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن لا تظهر وجود هذه السرعة في التطور التكنولوجي.
رغم كل ما نقرأه وكل ما نسمع أحاديث مطولة حوله، فالحقيقة أن حياتنا اليومية لم تتغير أمور كثيرة فيها كما هو التصور لدى البعض.
وسائط المواصلات
الطائرات التي نراها اليوم، بأحجامها وأشكالها وألوانها العديدة، تعمل بنفس المبادئ التكنولوجية التي تم تصميمها قبل أكثر من ثلاثة عقود .. طبعاً الإضافات المختلفة في داخل الطائرة والمقدمة للركاب كشاشات عرض الأفلام والألعاب الإلكترونية وخدمات الإنترنت وغيرها لم تكن موجودة في السابق ..
أحد مصانع شركة البوينغ .. التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الطائرات
لم يتم تحديثها بشكل فعلي منذ ستينيات القرن المنصرم
لكن الفكرة لم تتغير منذ تصنيع الطائرات الأولى في التاريخ فمن حيث المبدأ وتصميم الهيكل ونوعية المحرك والوقود الذي يعتمد عليه المحرك، لم تطرأ أي إضافات تكنولوجية تذكر.
السيارات تطورت كثيراً خلال العقود الماضية، لكن جميع الموديلات الموجودة اليوم تعتمد في عملها على نفس المبادئ التكنولوجية التي كانت موجودة قبل ثلاثة إلى أربعة عقود مضت .. تم تحويل العديد من وسائل التحكم والقياس بالسيارة إلى أجزاء أصغر حجماً وتم الاعتماد في الكثير من الإضافات على كمبيوترات، وكما هو الحال م الطائرات، مبدأ العمل هو نفسه والمحرك يعمل بالاعتماد على مبدأ الاحتراق ذاته الذي عملت على أساسه محركات السيارات الحديثة منذ عشرات السنين.
لفهم هذا الأمر بشكل أفضل : لو تمكنا من إحضار شخص من العام /1970/ ووضعناه في سيارة حديثة تم انتاجها في العام /2008/، هل سيواجه أية صعوبة في تشغيل السيارة وقيادتها وتعبئتها بالوقود عند الحاجة ؟؟
الإجابة بالتأكيد : لا ..
هو لن يشعر بوجود أي فرق بين السيارات التي تعوّد على قيادتها في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وبين سيارات اليوم باستثناء الشكل الخارجي وبعض الإضافات داخل السيارة ( والتي لا أهمية مباشرة لها بالقيادة ).
تكنولوجيا المعلومات
الحديث مع بعض مروجي فكرة سرعة التكنولوجيا سيوصلنا بالتأكيد إلى مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات .. العديد من أنواع الأجهزة كالكمبيوتر المحمول صغير الحجم أو الإنترنت والإيميل كلها تقنيات حديثة ؟؟
الحقيقة أن الأمر أقل تعقيداً مما يعتقده الكثيرون .. فكرة نظام التشغيل بشكله الأساسي الذي نعرفه اليوم والمحتوي على إيقونات مختلفة تظهر على الشاشة ومجموعة البرمجيات الرئيسية كتلك الخاصة بالكتابة والطباعة والحساب وغيرها، هذه الفكرة ليست جديدة أبداً .. فأول من قام بتطوير هذا النظام كانت شركة "Xerox PARC" في سبعينيات القرن الماضي وكل ما تم بعد ذلك هو مجرد تقديم تحسينات وإضافات عديدة وبرامج ذات استخدامات متعددة إلا أن الأساس التكنولوجي هو ذاته لم يتغير.
فأرة الحاسوب تم تصميمه من قبل "دوغلاس إنجيلبارت Douglas EngelBart" في نفس الوقت تقريباً.
الإنترنت نشأ عن نظام سابق كان يسمى "ARPANET" وكان الفكرة هي ربط مجموعات من أجهزة الكمبيوتر في شبكات يمكن الوصول إلى كل منها من أي جهاز آخر في الشبكة وكانت جامعات أمريكية وأوروبية عديدة متصلة فيما بينها بالاعتماد على تلك التقنية.
ولإيضاح الفكرة أكثر، نقول أن الإيميل كان بالفعل موجوداً في تلك الجامعات بصورة بدائية مقارنة بما هو الحال عليه اليوم .. لكن المهم هنا هو أن الإنترنت والإيميل كانا هناك قبل ما يقارب الأربعين عاماً .. كل ما حدث بعد ذلك هو تحسين أداء أجهزة الكمبيوتر وزيادة سرعاتها وتقديم خدمات مضافة إليها.
كل ما في الأمر أن هذه التكنولوجيا وصلت إلى عامة الناس ببطء لكنها تستمر في العمل الآن اعتماداً على نفس التقنيات.
أجهزة الترفيه المنزلية
أجهزة التلفزيون والراديو والتسجيل الصوتي والفيديو كلها أجهزة تتراوح أعمارها بين /30/ و /100/ أو أكثر .. تكنولوجيا البث والاستقبال تنوعت فظهرت القنوات الفضائية والـ "Cable" وغيرها .. لكن الأساس في عمل تلك الأجهزة لم يتغير.
أحد خطوط إنتاج أفران المكرويف، المبالغ الضخمة التي استثمرتها
الشركات في التكنولوجيا الحالية أحد الأسباب العزوف عن الإستثمار
في تكنولوجيات حديثة
التكنولوجيا الفضائية
الصواريخ التي يتم استخدامها اليوم لوضع الأقمار الصناعية في مدارات حول الأرض أو لإطلاق مركبات باتجاه كواكب المجموعة الشمسية تعمل على نفس التصميم الذي استخدم لإيصال رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة في العام /1969/، المكوك الفضائي الذي لا يزال المركبة الأولى في برنامج الفضاء الأمريكي، تم تصميمه في العام /1972/، وكانت أولى مهماته في بداية الثمانينات، أي قبل أكثر من ربع قرن من الزمن.
محطة الفضاء الدولية تعتمد في عملها على تقنيات كثيرة تم استخدامها في محطات سابقة مثل "SkyLab" و "MIR" مع العلم أنها تعود إلى سبعينيات القرن العشرين.
أسباب التباطؤ
في العديد من الحالات ترفض الكثير من الحكومات والشركات استقبال تكنولوجيا جديدة لما سيسببه ذلك من وقت توقف عن العمل لتركيب الأجهزة الجديدة وتدريب العاملين على استخدامها .. فلنتخيل أن يقوم أحد المطارات بإيقاف الموظفين المسؤولين عن أجهزة المراقبة والتحكم الخاصة بالرحلات وذلك لتركيب أجهزة جديدة أو لتدريبهم على التكنولوجيا المتطورة التي سيتوجب عليهم استخدامها .. !
هذا يؤدي أيضاً إلى نتائج أخرى وهي أن الشركات التي تعمل على إنتاج التكنولوجيا ستستمر في العمل على تطوير الأجهزة الموجودة حالياً دون الاستثمار في أجهزة جديدة أو في البحث عن تقنيات جديدة بالكامل لأن هذا سيكون بدون عوائد مالية.
السبب الآخر الهام هو أن الشركات العاملة الآن قامت باستثمار مبالغ طائلة في مصانعها وأدواتها الحالية .. شركات تصنيع الطائرات والسيارات تعتمد في إنتاجها على تكنولوجيا محددة قادرة على إنتاج سيارات وطائرات تعمل بالتكنولوجيا الحالية، وتغيير التكنولوجيا لها سيعني خسائر هائلة لن ترغب أية شركة في تحملها.
بالنظر إلى المتسوى الذي وصلنا إليه اليوم .. مقارنة مع ما كنا عليه قبل قرنين أو ثلاثة من الزمن، فمن المؤكد أن التغيرات كثيرة ومتشعبة، يصعب استيعابها بسرعة، لكن المقارنة مع ما كنا عليه قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن لا تظهر وجود هذه السرعة في التطور التكنولوجي.
رغم كل ما نقرأه وكل ما نسمع أحاديث مطولة حوله، فالحقيقة أن حياتنا اليومية لم تتغير أمور كثيرة فيها كما هو التصور لدى البعض.
وسائط المواصلات
الطائرات التي نراها اليوم، بأحجامها وأشكالها وألوانها العديدة، تعمل بنفس المبادئ التكنولوجية التي تم تصميمها قبل أكثر من ثلاثة عقود .. طبعاً الإضافات المختلفة في داخل الطائرة والمقدمة للركاب كشاشات عرض الأفلام والألعاب الإلكترونية وخدمات الإنترنت وغيرها لم تكن موجودة في السابق ..
أحد مصانع شركة البوينغ .. التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع الطائرات
لم يتم تحديثها بشكل فعلي منذ ستينيات القرن المنصرم
لكن الفكرة لم تتغير منذ تصنيع الطائرات الأولى في التاريخ فمن حيث المبدأ وتصميم الهيكل ونوعية المحرك والوقود الذي يعتمد عليه المحرك، لم تطرأ أي إضافات تكنولوجية تذكر.
السيارات تطورت كثيراً خلال العقود الماضية، لكن جميع الموديلات الموجودة اليوم تعتمد في عملها على نفس المبادئ التكنولوجية التي كانت موجودة قبل ثلاثة إلى أربعة عقود مضت .. تم تحويل العديد من وسائل التحكم والقياس بالسيارة إلى أجزاء أصغر حجماً وتم الاعتماد في الكثير من الإضافات على كمبيوترات، وكما هو الحال م الطائرات، مبدأ العمل هو نفسه والمحرك يعمل بالاعتماد على مبدأ الاحتراق ذاته الذي عملت على أساسه محركات السيارات الحديثة منذ عشرات السنين.
لفهم هذا الأمر بشكل أفضل : لو تمكنا من إحضار شخص من العام /1970/ ووضعناه في سيارة حديثة تم انتاجها في العام /2008/، هل سيواجه أية صعوبة في تشغيل السيارة وقيادتها وتعبئتها بالوقود عند الحاجة ؟؟
الإجابة بالتأكيد : لا ..
هو لن يشعر بوجود أي فرق بين السيارات التي تعوّد على قيادتها في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وبين سيارات اليوم باستثناء الشكل الخارجي وبعض الإضافات داخل السيارة ( والتي لا أهمية مباشرة لها بالقيادة ).
تكنولوجيا المعلومات
الحديث مع بعض مروجي فكرة سرعة التكنولوجيا سيوصلنا بالتأكيد إلى مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات .. العديد من أنواع الأجهزة كالكمبيوتر المحمول صغير الحجم أو الإنترنت والإيميل كلها تقنيات حديثة ؟؟
الحقيقة أن الأمر أقل تعقيداً مما يعتقده الكثيرون .. فكرة نظام التشغيل بشكله الأساسي الذي نعرفه اليوم والمحتوي على إيقونات مختلفة تظهر على الشاشة ومجموعة البرمجيات الرئيسية كتلك الخاصة بالكتابة والطباعة والحساب وغيرها، هذه الفكرة ليست جديدة أبداً .. فأول من قام بتطوير هذا النظام كانت شركة "Xerox PARC" في سبعينيات القرن الماضي وكل ما تم بعد ذلك هو مجرد تقديم تحسينات وإضافات عديدة وبرامج ذات استخدامات متعددة إلا أن الأساس التكنولوجي هو ذاته لم يتغير.
فأرة الحاسوب تم تصميمه من قبل "دوغلاس إنجيلبارت Douglas EngelBart" في نفس الوقت تقريباً.
الإنترنت نشأ عن نظام سابق كان يسمى "ARPANET" وكان الفكرة هي ربط مجموعات من أجهزة الكمبيوتر في شبكات يمكن الوصول إلى كل منها من أي جهاز آخر في الشبكة وكانت جامعات أمريكية وأوروبية عديدة متصلة فيما بينها بالاعتماد على تلك التقنية.
ولإيضاح الفكرة أكثر، نقول أن الإيميل كان بالفعل موجوداً في تلك الجامعات بصورة بدائية مقارنة بما هو الحال عليه اليوم .. لكن المهم هنا هو أن الإنترنت والإيميل كانا هناك قبل ما يقارب الأربعين عاماً .. كل ما حدث بعد ذلك هو تحسين أداء أجهزة الكمبيوتر وزيادة سرعاتها وتقديم خدمات مضافة إليها.
كل ما في الأمر أن هذه التكنولوجيا وصلت إلى عامة الناس ببطء لكنها تستمر في العمل الآن اعتماداً على نفس التقنيات.
أجهزة الترفيه المنزلية
أجهزة التلفزيون والراديو والتسجيل الصوتي والفيديو كلها أجهزة تتراوح أعمارها بين /30/ و /100/ أو أكثر .. تكنولوجيا البث والاستقبال تنوعت فظهرت القنوات الفضائية والـ "Cable" وغيرها .. لكن الأساس في عمل تلك الأجهزة لم يتغير.
أحد خطوط إنتاج أفران المكرويف، المبالغ الضخمة التي استثمرتها
الشركات في التكنولوجيا الحالية أحد الأسباب العزوف عن الإستثمار
في تكنولوجيات حديثة
التكنولوجيا الفضائية
الصواريخ التي يتم استخدامها اليوم لوضع الأقمار الصناعية في مدارات حول الأرض أو لإطلاق مركبات باتجاه كواكب المجموعة الشمسية تعمل على نفس التصميم الذي استخدم لإيصال رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة في العام /1969/، المكوك الفضائي الذي لا يزال المركبة الأولى في برنامج الفضاء الأمريكي، تم تصميمه في العام /1972/، وكانت أولى مهماته في بداية الثمانينات، أي قبل أكثر من ربع قرن من الزمن.
محطة الفضاء الدولية تعتمد في عملها على تقنيات كثيرة تم استخدامها في محطات سابقة مثل "SkyLab" و "MIR" مع العلم أنها تعود إلى سبعينيات القرن العشرين.
أسباب التباطؤ
في العديد من الحالات ترفض الكثير من الحكومات والشركات استقبال تكنولوجيا جديدة لما سيسببه ذلك من وقت توقف عن العمل لتركيب الأجهزة الجديدة وتدريب العاملين على استخدامها .. فلنتخيل أن يقوم أحد المطارات بإيقاف الموظفين المسؤولين عن أجهزة المراقبة والتحكم الخاصة بالرحلات وذلك لتركيب أجهزة جديدة أو لتدريبهم على التكنولوجيا المتطورة التي سيتوجب عليهم استخدامها .. !
هذا يؤدي أيضاً إلى نتائج أخرى وهي أن الشركات التي تعمل على إنتاج التكنولوجيا ستستمر في العمل على تطوير الأجهزة الموجودة حالياً دون الاستثمار في أجهزة جديدة أو في البحث عن تقنيات جديدة بالكامل لأن هذا سيكون بدون عوائد مالية.
السبب الآخر الهام هو أن الشركات العاملة الآن قامت باستثمار مبالغ طائلة في مصانعها وأدواتها الحالية .. شركات تصنيع الطائرات والسيارات تعتمد في إنتاجها على تكنولوجيا محددة قادرة على إنتاج سيارات وطائرات تعمل بالتكنولوجيا الحالية، وتغيير التكنولوجيا لها سيعني خسائر هائلة لن ترغب أية شركة في تحملها.
14/4/2012, 5:14 am من طرف h.sbaih
» تعلم تصميم قواعد البيانات SQL حصريا
2/4/2012, 3:57 pm من طرف hfoda102
» Assembly Lab
3/3/2012, 10:52 pm من طرف funkyodd@yahoo.com
» كتاب مادة الـ C ++ حصريا لشباب إنجاز
17/2/2012, 1:57 am من طرف anas yacoub
» حصريا .. كتب العلوم المالية والمصرفية
31/1/2012, 1:56 am من طرف Amera Alareqe
» دعاء مكتوب على جدار الجنة
13/11/2011, 3:25 pm من طرف سما الحب
» حكمه مهمه
6/11/2011, 7:49 pm من طرف عموره
» .....................................
16/10/2011, 6:22 am من طرف عموره
» هـــــــــنــالِــك دائِــمـــــــــاً....!!!!
16/10/2011, 6:20 am من طرف عموره
» تَباً
16/10/2011, 6:15 am من طرف عموره