القدس عاصمة الثقافة 2009

وزيرة الثقافة تعلن الفعاليات الأردنية لـ (القدس عاصمة الثقافة العربية 2009)

أطْلَعت وزيرة الثقافة الصحافةَ، مساء أول من أمس، في المركز الثقافي الملكي، على الفعاليات المُتصوّرة التي ستنظّم في الأردن؛ احتفاءً بـ (القدس عاصمةً للثقافة العربية ألفين وتسعة)، من خلال محاور: مؤتمر القدس، والقدس في عيون الرحّالة العرب والأجانب، والندوات المنتظمة، والمحاضرات، والمعارض، والمنشورات، والمسابقات، والمهرجانات، وتكريم معنيين حافظوا على القدس الشريفة واهتموا بها.
وقدّمت الوزيرة ضيفَ المؤتمر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون قطاع فلسطين محمد صبيح، وناقشت البرنامج، بحضور أمين القدس الحاج زكي الغول، وأمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، ومدير المسجد الأقصى بوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية م. عبدالله العبادي، وممثلي الهيئات الأردنية التي تُعنى بشؤون القدس وعدد من المقدسيين .
وقالت بأنه سيتم رصد مبلغ (خمسمائة وتسعٍة وخمسين ألف) دينار؛ ضمن مشروع موازنة الوزارة لعام ألفين وتسعة. وقرأت باكير ما أكّده وزراء الثقافة العرب أواخر العام المنقضي، في الجزائر من التزامهم بتنفيذ الفعاليات؛ انطلاقاً من غاية ترسيخ عروبة القدس، ودعم وجود أبنائها، وتنفيذ الأنشطة الثقافية والإعلامية القطرية والمشتركة لإبقاء قضية القدس حيّةً في ضمير العرب، والتعريف بها في المحافل الدولية. ويكون ذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية والتنسيق لوضع برنامج متكامل.
الهاشميّون والقدس
وقالت الوزيرة إنّ الملتقى الأول، الموسوم بـ مؤتمر القدس عاصمة للثقافة العربية ألفين وتسعة، سيتضمن ثمانية محاور على مدار أربعة أيّام؛ فيدخل فيه: التاريخي والعمراني، والاجتماعي والاقتصادي، والثقافي والأدبي، والديني، والقانوني، والأخطار التي تتهدد القدس، والقراءة المستقبلية للمدينة: القدس مفتاح السلام.
وتناولت الملتقى الثانيَ، المعنون بـ القدس في عيون الرحالة العرب والأجانب؛ المتضمّن محورَيْه، كما تناولت الملتقى الثالث، الموسوم بـ الأردن والقدس، الباحثَ في محاور: الهاشميّون والقدس، ودور الجيش العربي في الدفاع عن القدس، ودور الأردن في الحفاظ على الهويّة العربية الإسلامية للقدس، والأردن والأوقاف الإسلامية في القدس، والأردن والأملاك المسيحية في القدس.
الندوات
وقالت باكير إن ندواتٍ ستقام في محافظات المملكة، بالتنسيق مع مؤسسات وطنية وجامعات، تتناول: المكانة الدينية للقدس، والآثار الإسلامية والمسيحية فيها، والقدس في الأدب العربيّ قديماً وحديثاً، والوضع القانونيّ للقدس الشريف، ودور الجامعات الأردنية في الحفاظ على هوية القدس، وتاريخ الحركة العلمية في القدس، والمخطوطات والوثائق والسّجلات.
وبيّنت الوزيرة أن محاضراتٍ لمؤرخين ومفكرين وشخصيات بارزة عربية وأجنبية معنيّة بالمدينة، تقام كل شهر على مدار العام في مدن المملكة الكبرى وجامعاتها، ومراكز المحافظات.
وقالت إنّ معارض ستقام، من مثل: كتب عن القدس، ومصنفات لمن كتبوا عنها، ومعارض تصاميم ومجسمات عن المدينة، بالإضافة لمعارض صور فوتوغرافية وتشكيلية، ومعرض متنقل يعرّف بالمدينة بين المحافظات.
وأعلنت الوزيرة عن نشرة شهرية لنشاطات الاحتفالية، وإعادة نشر اثني عشر كتاباً كحدٍّ أدنى عن القدس في ستة حقول، وبالتنسيق مع مديرية الدراسات والنشر، وتكليف باحثين عرب وأجانب بإعداد كتب عن المدينة في حقول متنوعة، وإعداد معجم أعلام القدس حديثاً وقديماً، ومعجم مماثلٍ عن مؤلفات القدس، ينضاف إلى ذلك أطلس القدس بخرائطه الملوّنة المفصّلة لمعالم المدينة وقراها، وقالت إن الوزارة ستستعين بالمركز الثقافي الملكي لهذه الغاية. وقالت إنّ أعمال المؤتمرات والملتقيات والندوات والمحاضرات ستنشر باللغتين: الإنجليزية والعربية.
جائزة الملك عبد الله الثاني
حول الدراسات المقدسية
وأضافت باكير أنّ مطويّات خاصة بالحرم القدسيّ الشريف، وفهارس لمخطوطات القدس ووثائقها ومذكرات أعلامها ستنجز. وأنّ نشرةً علمية شهرية عن القدس باللغتين، تتزامن مع إصدار كتاب عن دور المحاكم الشرعية الأردنية وارتباط محاكم القدس بها. وقالت إنّ عدداً واحداً من المجلات التي تصدرها الجامعات والمؤسسات سيخصص للقدس.
وقالت باكير بأن مسابقاتٍ تنظّم لأجل المدينة، عادّةً: أفضل كتابٍ في تاريخ القدس، أو آثارها، أو حركتها العلمية، أو وضعها الاجتماعي والسكاني، أو مكانتها الدينية، أو وضعها القانوني والسياسي، والاقتصادي، أو أفضل كتابٍ مترجم عن المدينة، أو يتناول مذكراتها، أو أفضل ثلاثة أبحاث عن القدس يقدمها طلبة المدارس، ومثلها من طلبة الجامعات. وأعلنت باكير أن مسابقاتٍ ستطرح لأجل القدس: قصة قصيرة، نص مسرحي، مقالة، ألبوم صورٍ أو رسومات، أو أفضل تصميمٍ معماريٍّ عن القدس.
وقالت إنّ جائزةً مقترحة عن القدس سيتم الترتيب بشأنها مع الديوان الملكيّ العامر، تحمل اسم جائزة الملك عبد الله الثاني حول الدراسات المقدسية. وبشأنها قالت الوزيرة إنّها ستشمل جميع المحافظات في المملكة، وسيكون للبلديات فيها نصيب.
المهرجانات
وذكرت باكير أن مهرجاناً شعرياً يستمر أسبوعاً عن القدس، يتوزّع على أقاليم المملكة الثلاثة، وأنّ مهرجاناً فنيّاً تشارك فيه فرق العقبة الشعبية عن القدس يقام في الشمال والوسط والجنوب، وأنّ مهرجانا موسيقياً وغنائياً يتضمن أوبيريتاً عن القدس تنظّمه وزارة التربية والتعليم، وأن مهرجاناً مسرحياً يشتمل على عدّة عروض، وأنّ أسبوعا ثقافياً فنيّاً فلسطينياً تشارك فيه فرق فنيّة وجمعيات من القدس.
وقالت الوزيرة إنّ برامج إذاعيّة وتلفزيونية وتغطياتٍ صحافيّة ستحتفي بالاحتفالية، ينضاف إليها تليثون تلفزيوني، و قالت إن أشرطةً غنائية ستبثّ عن القدس. وختمت بتأكيدها على موقعٍ إلكترونيٍّ خاص بهذه المناسبة تقوم عليه وزارة الثقافة.
وكان داخل الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان بتأكيده على أنّ المهمة جماعية في التعريف بالمدينة، وحفزِ أبنائنا على أن تسكن أفئدتهم، حاثّاً على تدريس مادة القدس في الجامعات والمدارس، وأن يكون للقضية الفلسطينية نصيبٌ من مناهجنا؛ مؤكداً أنه خاطب وزارة التربية، وجامعاتٍ أردنية بهذا الخصوص، كما تمنى أن تتبنى جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم اليونسكو هذا الموضوع.
ومن ناحيته أعرب السفير صبيح عن ثقته بقدرة الأردن على النهوض بهذه الفعاليات بالشكل الذي يليق بالقدس التي تسكن العقول والقلوب؛ مشيدا بدور وزيرة الثقافة رئيسة اللجنة التي تعمل جاهدة لإنجاز فعاليات إبداعية متميزة لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لتشكل انطلاقتها الأولى من الأردن محركا للإمكانيات العربية في مختلف العواصم العربية.
برنامج الاحتفالية
وعرّج المهندس رائف نجم على برنامج الاحتفالية، واصفها بالشاملة، متمنياً أن نلتفت إلى الفيلم الوثائقي؛ المعتمد على الصورة، وأن يكون هنالك إعلامي بارز في اللجنة لإنجاح الفعاليات، خصوصاً والاحتفالية تجيء عقب أربعين عاماً على احتلال المدينة. ودعا نجم إلى توفير عروض بصرية لوثائقيات عن القدس، إضافة لتشكيل لجنة برئاسة وزيرة الثقافة لاختيار أهم الأعمال الإبداعية التي أنجزت عن القدس خلال الأربعين عاما.
وبدوره قال أمين القدس الحاج زكي الغول إنّ الاجتماع الذي تعقده وزارة الثقافة، هو للاطلاع على البرنامج، مؤكّداً على وثائق التآخي لعشر مدن أردنية مع القدس، واصفاً عمان بالقلب النابض. كما أشاد أمين القدس بالدور الأردني تجاه المدينة المقدسة.
كما بيّن النائب المهندس عبد الرحيم البقاعي أنّ احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية تتزامن مع احتفالية عمان المئوية، معوّلاً كثيراً على جهود الوزارة وأمانة عمان في الشأن الثقافي. بينما اكد مدير الدائرة الثقافية في أمانة عمان الشاعر عبد الله رضوان على المسؤولية الثقافية المشتركة مع الاعلام .
وتكوّنت اللجنة التي ترأسها وزيرة الثقافة من ممثلٍ عن وزارة التربية والتعليم/ اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، وممثل عن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وممثلٍ عن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وممثلٍ عن مجلس الكنائس، وعضوية نائب رئيس الجامعة الأردنية د. صلاح جرار، ود. عبد الجليل عبد المهدي. وقالت إن اللجنة أُنيطت بها مهمة تصوّرٍ عام ومفصّل للاحتفالية، يرصد لها مبلغها من موازنة الدولة ألفين وتسعة.
مؤتمر وزراء الثقافة العرب
وكان وزير الثقافة في فلسطين، طلب من مؤتمر وزراء الثقافة العرب في مسقط ألفين وستّة أن تكون القدس عاصمةً للثقافة العربية ألفين وتسعة، وأن تتقاسم الدول العربية والقدس وسائر الأراضي الفلسطينية فعاليات الاحتفاء بالقدس، وكذلك خارج المنطقة العربية تعريفاً بالحقّ العربي في المدينة. وأوضحت باكير أن الألكسو؛ وانطلاقاً من أن تجربة العواصم الثقافية تدفع موضوعها، وتسلط الضوء على الحقّ العربي في المدينة، خاطبت الدول العربية لاتخاذ ما هو مناسبٌ من أنشطة وفعاليات، تُرصد لها ميزانيّةٌ خاصة.