عندما تنضج الفاكهة الخضراء في حديقة الوحدات

عمان - عودة الدولة - نضجت الفاكهة الخضراء واستطاب طعم لذتها في حديقة الوحدات، لتحقق الاكتفاء الذاتي في النجومية وبريق النجاح.
لم يكن حتى ابناء القلعة الخضراء انفسهم يعتقدون ان فريقهم الرديف سيقارع الآخرين بهذه الروح والعزيمة التي طمأنت انصارهم ان الوحدات بخير.
.. وليس هو اخر العنقود كما يقولون، بل القادم يبدو أجمل، ان ترمي فريق في مغامرة وتنتظر منه جني الفاكهة قبل الأوان، فتلك ليست مغامرة وانما مخاطرة، لكن على العكس ما سطره شباب الوحدات رسالة عاجلة للاندية الاخرى عن مخزون هائل وطاقة تكمن في العنصر الشبابي تؤكد مقولة ماحك جلدك مثل ظفرك .
نعم في غمرة انشغال الادارة الخضراء بانهاء صراعات الفريق الاول وحكاية التواقيع الاحترافية لنجومها، تأتي حكاية اجمل واجمل، يحمل رديفهم درعا للمرة السابعة، ويضربون ثلاثة عصافير بحجر واحد.. بطولة بامتياز وفريق ممتاز.. وحجر ثالث هو الانذار للاعبين الكبار ان هناك فريق اخر جاهز للطوارئ.
الوحدات قاعدة واستثناء، ثمة روح تغني عن الوصايا، وثمة صفاء نيه يريح القلوب، عدا الاصرار والاعتزاز بالنفس والصبر.. كلها ميزات جعلت من مسألة صعود رديف الوحدات لمنصة التتويج مسألة وقت ليس اكثر.
الملامح في الفاكهة الخضراء اجبرت الادارة لاعادة حساباتها في سوق اسمه الاكتفاء الذاتي، وهو السوق الذي يتوقف فيه الاستيراد والتصدير بخصوص اللاعبين. بالتأكيد نضجت الفاكهة الخضراء وطاب مذاقها في طلوع المصدار، هل نتحدث عن الحارس مالك شلبية الذي اوصل فريقه للمشهد النهائي ثم حمل الدرع؟ أم نتحدث عن رامي الردايدة وعبدالله الديسي؟ وربما لا نستطيع انكار نجومية عيسى السباح الذي بات نجما لايختلف عليه اثنان. أما البقية فهم ذخيرة حية لناد بحجم الوحدات.
في ليلة وضحاها نسي الجمهور الاخضر رأفت علي ومحمود شلباية وحسن عبد الفتاح وعامر ذيب، وباتوا يهتفون.. واحد.. اثنين..بنحبك فادي شاهين.
.. الاندية الان ستحسب في المرات القادمة الف حساب لمزرعة الفاكهة الخضراء، فموسم الحصاد ابتدأ، وهناك همس داخل الازقة الخضراء بأنهم يريدون الأربع بطولات بالكامل. والمنظر لايبدو صعبا، فالمشهد في الدرع اعطى الانطباع الاول وما بعده تأتي البقية.
درس اخضر بمفاتيح شباب قدمه الوحدات يعني الكثير، الفائدة تحققت وصناعة اللاعبين تجددت، والنجاح تلو الآخر يقوده فريق رديف اعلن التحدي والجاهزية بانضباط عالي المستوى وتكتيك كبار انطلى فوق حاجز السن يثبت ان كرة القدم تعطي من يعطيها. لذلك اشارت الرأي امس بعنوان مفاده على خطى الكبار.
.. الوحدات لم يفز عن الطريق الصدفه، ولم يقف الحظ الى جانبه في برهة من الزمن، والمشهد في الدرع لم يكن ضبابياً.. لان الفريق الاخضر اظهر تجليا في الاداء، وعنفوانا في الدفاع عن اسم النادي، لم يخسر في ست مباريات خاضها في بطولة الدرع وهو رقم مهم يدون في سجلات الوحدات يحتاج للتوثيق.
الوحدات الشبابي اعاد انصاره لصورة نجومه ايام الزمن الجميل، ليكتمل الجمال بلقب الدرع الذي زها به وسط اجواء احتفالية رسمت فرحة ابنائه.