"الحكيم" يرحل بعد أن شهد النكبة لاجئا وعاصرها ثائرا
بورتريه للزعيم الراحل جورج حبش بريشة الزميل احسان حلمي
نادية سعد الدين - جريدة الغد
عمان - أعلن في عمان أمس عن وفاة زعيم ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش الملقب بـ"الحكيم" إثر أزمة قلبية حادة، بعد مسيرة حافلة من العطاء والعمل من أجل القضية الفلسطينية.
فعلى امتداد أكثر من نصف قرن ببضع سنين تؤرخ لعمر نكبة فلسطين المحتلة، كرس حبش حياته من أجل قضيته، فشهد النكبة لاجئا وعاصر تداعياتها مناضلا، مؤمنا بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية العربية.
ولد جورج حبش في العام 1925 في مدينة اللد، ونشأ وسط عائلة ميسورة الحال تضم سبعة أولاد. وكان والده تاجرا معروفا في فلسطين.
أكمل المرحلة الابتدائية في اللد ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في كل من مدينتي يافا والقدس، ومن ثم عاد إلى يافا أستاذا لمدة عامين قبل التحاقه بالجامعة، ولم يكن حينها قد تجاوز السادسة عشر من عمره.
التحق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت (1944 -1951)، وهي المرحلة التي تبلور فيها انتماؤه وفكره القومي، متأثرا بالأستاذين قسطنطين زريق وساطع الحصري. غير أن نكبة فلسطين عام 1948 شكلت منعطفا تاريخيا هاما ونقطة تحول في حياة حبش، حيث قطع دراسته في بيروت متوجها إلى فلسطين المحتلة للدفاع عن أرضه التي اغتصبت من قبل العصابات الصهيونية كالهاجاناة وشتيرن وغيرها. فعمل طبيبا متدربا في مستوصف اللد لمعالجة الجرحى.
ولكن سقوط بلدته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستشهاد الآلاف من الفلسطينيين واقتلاع أكثر من 900 فلسطيني من أرضه وتشريدهم كلاجئين إلى المناطق المجاورة، أحدث تحولا لدى حبش من طبيب إلى مقاوم ثائر.
وإثر النكبة قام حبش مع مجموعة من رفاقه كوديع حداد، وهاني الهندي، وأحمد الخطيب، وحامد جبوري بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، التي كانت تستهدف إحداث نهوض عربي شامل في المنطقة.
وبعد ذلك إلى عمان متابعا نشاطه السياسي وممارسا لعمله المهني طبيبا يقدم العلاج المجاني إلى أهالي المخيمات الفلسطينية التي أقيمت على الأراضي الأردنية بعد العدوان الإسرائيلي عام 1948. ومن ثم توجه إلى دمشق فبيروت.
كان للعدوان الإسرائيلي عام 1967 أثر بالغ في نفس حبش وسببا في التحول من حركة القوميين العرب إلى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ظل أمينها العام حتى عام 2000 حينما تنحى عنها طوعا.
وتعرض الحكيم إلى عمليات اعتقال واغتيالات عديدة، ما دفعه إلى الانتقال سرا إلى الأردن عام 1969، غير أن أحداث ما يعرف بـ"أيلول الأسود" دفعته وعدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية إلى الخروج منها متوجها إلى لبنان التي مكث فيها حتى العام 1982، وهو عام الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، ليستقر بعدها في دمشق.
وتعرض الحكيم عام 1972 إلى نوبة قلبية كادت تودي بحياته، ومن ثم إلى نزيف دماغي حاد عام 1980، كما كان لاستشهاد رفيق نضاله وديع حداد في ظروف غامضة عام 1978 أكبر الأثر عليه، دون أن يثنيه عن الاستمرار في النضال والمقاومة بشتى الوسائل، وهو ما أكد عليه في كلمة ألقاها في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني عام 1983.
عارض حبش اتفاق أوسلو (1993) لأنها لم تلب الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة فوق تراب فلسطين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
وبعد قيام السلطة الفلسطينية وعودة الكثير من القيادات إلى أراضي السلطة الفلسطينية، ربط الدكتور حبش عودته إلى تلك المناطق بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، رغم المناشدات والرسائل الكثيرة التي وجهت له، رافضا التخلي عن اللاجئين.
ورغم تقديمه الاستقالة من منصب الأمين العام للجبهة عام 2000، غير أن حبش استمر في دوره النضالي والسياسي، وبقي على تواصل دائم مع الهيئات القيادية للجبهة ومع كافة الفصائل الوطنية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية والعربية، الرسمية منها والشعبية.
حرص الحكيم على التأكيد دوما على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، موجها الدعوات إلى الشعب الفلسطيني من أجل تنظيم صفوفه عبر الحوار الوطني الشامل.
وفي كلمة له وجهها إلى الشعب الفلسطيني في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، شدد حبش على حق العودة، حيث "لا معنى لأي حل سياسي يستبعد أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات" بحسبه.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس وفاة المؤسس والقائد جورج حبش، وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة عمر مراد إن الحكيم كان رمزاً من الرموز الوطنية، وقد ترك مأثرة في التضحية والصدق والصلابة وتميز بنضاله وبتأكيده على ضرورة الربط بين القومي والوطني والدعوة الدائمة إلى المقاومة وتحرير فلسطين.
---------------------------------------------------------------------
فرحم الله فقيد القضية الفلسطينية "الحكيم" جورج حبش
بورتريه للزعيم الراحل جورج حبش بريشة الزميل احسان حلمي
نادية سعد الدين - جريدة الغد
عمان - أعلن في عمان أمس عن وفاة زعيم ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش الملقب بـ"الحكيم" إثر أزمة قلبية حادة، بعد مسيرة حافلة من العطاء والعمل من أجل القضية الفلسطينية.
فعلى امتداد أكثر من نصف قرن ببضع سنين تؤرخ لعمر نكبة فلسطين المحتلة، كرس حبش حياته من أجل قضيته، فشهد النكبة لاجئا وعاصر تداعياتها مناضلا، مؤمنا بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية العربية.
ولد جورج حبش في العام 1925 في مدينة اللد، ونشأ وسط عائلة ميسورة الحال تضم سبعة أولاد. وكان والده تاجرا معروفا في فلسطين.
أكمل المرحلة الابتدائية في اللد ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في كل من مدينتي يافا والقدس، ومن ثم عاد إلى يافا أستاذا لمدة عامين قبل التحاقه بالجامعة، ولم يكن حينها قد تجاوز السادسة عشر من عمره.
التحق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت (1944 -1951)، وهي المرحلة التي تبلور فيها انتماؤه وفكره القومي، متأثرا بالأستاذين قسطنطين زريق وساطع الحصري. غير أن نكبة فلسطين عام 1948 شكلت منعطفا تاريخيا هاما ونقطة تحول في حياة حبش، حيث قطع دراسته في بيروت متوجها إلى فلسطين المحتلة للدفاع عن أرضه التي اغتصبت من قبل العصابات الصهيونية كالهاجاناة وشتيرن وغيرها. فعمل طبيبا متدربا في مستوصف اللد لمعالجة الجرحى.
ولكن سقوط بلدته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستشهاد الآلاف من الفلسطينيين واقتلاع أكثر من 900 فلسطيني من أرضه وتشريدهم كلاجئين إلى المناطق المجاورة، أحدث تحولا لدى حبش من طبيب إلى مقاوم ثائر.
وإثر النكبة قام حبش مع مجموعة من رفاقه كوديع حداد، وهاني الهندي، وأحمد الخطيب، وحامد جبوري بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، التي كانت تستهدف إحداث نهوض عربي شامل في المنطقة.
وبعد ذلك إلى عمان متابعا نشاطه السياسي وممارسا لعمله المهني طبيبا يقدم العلاج المجاني إلى أهالي المخيمات الفلسطينية التي أقيمت على الأراضي الأردنية بعد العدوان الإسرائيلي عام 1948. ومن ثم توجه إلى دمشق فبيروت.
كان للعدوان الإسرائيلي عام 1967 أثر بالغ في نفس حبش وسببا في التحول من حركة القوميين العرب إلى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ظل أمينها العام حتى عام 2000 حينما تنحى عنها طوعا.
وتعرض الحكيم إلى عمليات اعتقال واغتيالات عديدة، ما دفعه إلى الانتقال سرا إلى الأردن عام 1969، غير أن أحداث ما يعرف بـ"أيلول الأسود" دفعته وعدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية إلى الخروج منها متوجها إلى لبنان التي مكث فيها حتى العام 1982، وهو عام الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، ليستقر بعدها في دمشق.
وتعرض الحكيم عام 1972 إلى نوبة قلبية كادت تودي بحياته، ومن ثم إلى نزيف دماغي حاد عام 1980، كما كان لاستشهاد رفيق نضاله وديع حداد في ظروف غامضة عام 1978 أكبر الأثر عليه، دون أن يثنيه عن الاستمرار في النضال والمقاومة بشتى الوسائل، وهو ما أكد عليه في كلمة ألقاها في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني عام 1983.
عارض حبش اتفاق أوسلو (1993) لأنها لم تلب الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة فوق تراب فلسطين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
وبعد قيام السلطة الفلسطينية وعودة الكثير من القيادات إلى أراضي السلطة الفلسطينية، ربط الدكتور حبش عودته إلى تلك المناطق بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، رغم المناشدات والرسائل الكثيرة التي وجهت له، رافضا التخلي عن اللاجئين.
ورغم تقديمه الاستقالة من منصب الأمين العام للجبهة عام 2000، غير أن حبش استمر في دوره النضالي والسياسي، وبقي على تواصل دائم مع الهيئات القيادية للجبهة ومع كافة الفصائل الوطنية والمؤسسات الوطنية الفلسطينية والعربية، الرسمية منها والشعبية.
حرص الحكيم على التأكيد دوما على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، موجها الدعوات إلى الشعب الفلسطيني من أجل تنظيم صفوفه عبر الحوار الوطني الشامل.
وفي كلمة له وجهها إلى الشعب الفلسطيني في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، شدد حبش على حق العودة، حيث "لا معنى لأي حل سياسي يستبعد أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات" بحسبه.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس وفاة المؤسس والقائد جورج حبش، وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة عمر مراد إن الحكيم كان رمزاً من الرموز الوطنية، وقد ترك مأثرة في التضحية والصدق والصلابة وتميز بنضاله وبتأكيده على ضرورة الربط بين القومي والوطني والدعوة الدائمة إلى المقاومة وتحرير فلسطين.
---------------------------------------------------------------------
فرحم الله فقيد القضية الفلسطينية "الحكيم" جورج حبش
14/4/2012, 5:14 am من طرف h.sbaih
» تعلم تصميم قواعد البيانات SQL حصريا
2/4/2012, 3:57 pm من طرف hfoda102
» Assembly Lab
3/3/2012, 10:52 pm من طرف funkyodd@yahoo.com
» كتاب مادة الـ C ++ حصريا لشباب إنجاز
17/2/2012, 1:57 am من طرف anas yacoub
» حصريا .. كتب العلوم المالية والمصرفية
31/1/2012, 1:56 am من طرف Amera Alareqe
» دعاء مكتوب على جدار الجنة
13/11/2011, 3:25 pm من طرف سما الحب
» حكمه مهمه
6/11/2011, 7:49 pm من طرف عموره
» .....................................
16/10/2011, 6:22 am من طرف عموره
» هـــــــــنــالِــك دائِــمـــــــــاً....!!!!
16/10/2011, 6:20 am من طرف عموره
» تَباً
16/10/2011, 6:15 am من طرف عموره