الفيصلي ... يرتدي عباءة المجد

الفيصلي يرتدي عباءة المجد

الفريق على بعد نقطة من بلوغ دور الأربعة لدوري أبطال العرب
محمد عمار- موفد الغد
دمشق- ارتدى فريق الفيصلي عباءة المجد والغار والفخار، وتمكن من الاقتراب اكثر نحو الدور نصف النهائي لدوري ابطال العرب وبات على بعد نقطة منه، وحافظ على صدارته للمجموعة الثانية برصيد 8 نقاط، بعدما عرف كيف يبحث بكل اناقة عن مفتاح باب (المجد) ويتلغب عليه في عقر داره بثلاثة اهداف مقابل هدفين، منهيا الشوط الاول بهدف ومعوضا تخلفه بهدفين لهدف مع بداية الحصة الثانية للفوز بالثلاثة، في اللقاء الذي اقيم مساء اول من امس على ملعب العباسيين بالعاصمة السورية دمشق بحضور السفير الاردني في دمشق الدكتور محمد عليمات، وجمهور زاد على (15) الف متفرج، وجمهور كبير من مشجعي النادي الفيصلي.

هذا الفوز فتح ابواب الدور ربع النهائي على مصراعيه امام الفيصلي وأصبح بحاجة الى نقطة وحيدة من لقاءيه المقبلين للتأهل لربع النهائي للمرة الثانية على التوالي، فيما كان منافسه يقف رسميا عند هذا الدور بالبطولة.
الفيصلي 3 المجد 2
أظهر الفيصلي نواياه الهجومية مبكرا بعدما عمل على تواجد قائده الميداني حسونة الشيخ في منطقة العمليات، معززا بقصي ابو عالية الذي تولى مهمة لاعب ارتكاز الفريق، وتواجد بهاء عبدالرحمن وشريف عدنان، وتحرك مؤيد سليم في المقدمة الى جوار رزاق فرحان، ولم يجد الفريق لهز الشباك طريقا كون محاولات الفيصلي احتاجت للتركيز، بيد ان هذا الوضع لم يدم طويلا، حيث بسط فريق المجد افضليته على الشوط من ميمنة الفيصلي، التي كان يشغرها حيدر عبدالامير نظرا لتولي الاخير مهمة الاسناد في الوسط والانشغال بالبناء الهجومي.
ولأن المجد السوري هو الطرف الاكثر حاجة لنقاط اللقاء، فقد بادر الفريق للامتداد نحو المواقع الامامية وسط اجواء من الثقة ونوع من خياراته الهجومية في محاولة لاقتناص هدف مبكر، الا ان شريف عدنان راقب تحركات رجا نافع، فيما تكفل محمد زهير بالعمل على الحد من خطورة لاعب الوسط المتقدم محمد القدرة، وتعرض مرمى لؤي العمايرة لسلسلة من الهجمات السريعة، فأجرى المدير الفني للفيصلي عدنان حمد تغييرا تكتيكيا بالتركيز على الجانب الدفاعي بإعادة شريف للمنظومة الدفاعية وعودة سليم للوسط، وبقي رزاق وحيدا بين فكي كماشة فراس معسعس وعلي ذياب وقيّد معن الراشد تحركات مؤيد سليم، فكانت العاب الفيصلي تتكسر على مشارف جزاء المجد.
مدرب الفيصلي اجرى تبديلا اضطراريا فسحب محمد منير المصاب ودفع بمحمد خميس ليتولى الاخير رقابة محمد زينو، الذي بعثر اوراق الفيصلي في المنطقة الخلفية بانطلاقاته التي كانت تفوح منها رائحة الخطورة على مرمى العمايرة، حيث كان زينو القلب النابض لفريق المجد، فكان لزاما مراقبته وهذا الامر اوكل لخميس.
تراجع لاعبي الفيصلي للمناطق الدفاعية منح الظهيرين حمزة ايتوني من الميمنة ومحمد زاهر من الميسرة للتقدم للوسط، وأتاح ذلك زيادة في المساحات الكافية لتقدم عناد عثمان ومعن الراشد لإسناد نافع وزينو، ومرر حمزة ايتوني كرة عرضية للمدافع المتقدم علي ذياب داخل منطقة الجزاء سددها بجوار القائم الايسر للعمايرة، ومرر محمد القدرة كرة خطيرة داخل منطقة الجزاء للمندفع زينو سددها فوق المرمى، ومرة اخرى عرضية من العسعس لزينو الذي مررها لرجا نافع الذي سددها تمكن منها العمايرة بحضور.
اداء الفريقين كان بحاجة الى هدف يشعل فتيل المباراة ويفتح الابواب نحو حوارات هجومية، وهذا ما تحقق عندما تقدم مؤيد سليم وقطع كرة من منتصف الملعب امام احد المدافعين، ليمرر كرة بينية للمتقدم رزاق فرحان الذي سار بالكرة ولحظة دخوله منطقة الجزاء سدد كرة قوية زاحفة بيسراه على يسار حارس المجد سامر السعيد وكان الهدف الاول للفيصلي في الدقيقة (27).
هذا الهدف رفع وتيرة الاداء مما حدا بلاعبي الفيصلي للتقدم نحو المواقع الامامية ليكرر حسونة مشهد الهدف، عندما مرر كرة عميقة لفرحان الذي تعرض للاعثار من حارس المجد ليعلن الحكم عن ركلة جزاء في الدقيقة (29)، تصدى لتنفيذها قصي ابو عالية سددها على يمين الحارس الذي كان بذات الزاوية ليمنع هدفا ثانيا للفيصلي.
التصدي لركلة الجزاء اعطى فريق المجد دفعة معنوية اكبر، فضغط لاعبوه من كافة المحاور بغية تحقيق التعادل قبل الاستراحة، فمرر عناد كرة للقدرة الذي ارسلها عرضية ابعدها محمد خميس قبل استفحال خطورتها، وعاد خميس مرة اخرى وأبعد عرضية حمزة ايتوني قبل تدخل رجا في الوقت المناسب، ومرر زاهر كرة انيقة للقدرة الذي سددها بجوار القائم الايسر للعمايرة، ليندفع لاعبو المجد في الوقت المتبقي من الشوط لتحقيق الفوز، فمرر حمزة ايتوني كرة من منتصف الملعب لمعن الراشد، الذي مررها عرضية على رأس محمد زينو سددها وأبعدها خميس لركنية لينتهي الشوط الاول بتقدم الفيصلي بهدف وحيد.
دقائق مجنونة
وفي مطلع الحصة الثانية اندفع فريق المجد صوب المواقع الدفاعية للفيصلي بغية تحقيق التعادل، ولجأ لاعبوه للحلول الفردية لاختراق دفاعات الفيصلي المحصنة ومن خلفهم العمايرة، فسدد زينو كرة بجوار القائم الايمن للعمايرة، رد عليه مؤيد سليم بكرة ابعدها الدفاع لركنية، لتشهد الدقيقة (52) هدف التعادل للمجد عندما مرر عناد عثمان كرة عميقة للمتقدم رجا نافع في ميسرة الفيصلي سددها خارج المنطقة بقوة على يسار العمايرة لتكون هدف التعادل.
هذا الهدف منح لاعبي المجد ثقة اكبر وأصبحت ألعابهم تأخذ حيزا هجوميا صاخبا فتعددت الكرات من هنا وهناك، ليمرر معن الراشد كرة عميقة ابعدها خميس برأسه لركنية، نفذها الراشد على رأس زينو الذي صلحها للمدافع المتقدم فراس معسعس لم يتوان عن ايداعها شباك العمايرة الهدف الثاني للمجد في الدقيقة (62).
هذا الهدف اصاب الفيصلي في مقتل، فأصبح يهاجم بضراوة بغية تحقيق التعديل، ولم تدم فرحة (المجداويين) بهدفه الثاني اكثر من دقيقتين عندما مرر حيدر كرة عرضية على نقطة الجزاء لرزاق فرحان اخذها بين المدافعين "نصف طائرة" على يمين الحارس لتكون هدف التعادل للفيصلي في الدقيقة (64).
بعد الهدف سحب مدرب الفيصلي مؤيد سليم ودفع بمؤيد ابو كشك وذلك لاستمرار سرعته في الاستفادة من المساحات الكبيرة، التي كان يخلفها دفاعات المجد بالبناء الهجومي ليمرر حسونة كرة عميقة لمؤيد ابو كشك المنفرد اعادها على مشارف نقطة الجزاء ابعدها الدفاع قبل تدخل رزاق، ومرة اخرى من حسونة للمندفع ابو كشك الذي راوغ اكثر من لاعب والحارس لكنه تلكأ بالتسديد في الوقت المناسب، ليبعدها الحارس بأطراف اصابعه لركنية، وتردد ابو كشك مرة اخرى في التعامل مع عرضية قصي لتذهب فرصة اخرى للفيصلي، فرد زينو بكرة صاروخية بعدما استثمر كرة غير مركزة من دفاع الفيصلي فوق المرمى، ليفعل الفيصلي ميمنته التي تقدم من خلالها حيدر عبدالامير بأكثر من مناسبة بكرات عرضية فاحت منها رائحة الخطورة، وتألق حارس المجد بالتصدي لكرتي قصي، في حين حاول فريق المجد التقدم من جديد نحو المواقع الامامية مع استخدام الحلول الفردية لشق خط ظهر الفيصلي المحصن، فسدد عناد كرة مرت بجوار القائم الايمن للعمايرة، وسدد زينو كرة مباغتة تمكن منها العمايرة على دفعتين.

ولجأ مدرب المجد للدفع بأوراقه الهجومية فدفع بمحمود الفرج عوضا عن فراس العسعس ومحمد الواكد بديلا للقدور لتفعيل ألعاب الفريق في المواقع الهجومية، فيما ركز فريق الفيصلي ألعابه على الهجمات المرتدة الخاطفة، وهنا زج مدرب الفيصلي بفادي لافي بديلا لرزاق فرحان، وكان العمايرة يمنح زملاءه جرعة من الثقة عندما تصدى لعرضية زينو قبل تدخل نافع بالوقت المناسب، ليفعل الفيصلي ميسرته التي من خلالها كان لعلاء مطالقة الدور الاكبر في التمرير الناجح والمتقن لزملائه، فمرر بهاء كرة عميقة للافي الذي تجاوز آخر المدافعين وسدد الكرة بجسم الحارس مهدرا فرصة خرافية للفيصلي، وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء للفيصلي عندما ابعد احد المدافعين الكرة بيده، الا ان بهاء لمح فادي لافي بين مدافعين فمرر كرة لحق بها لافي بعدما كسر مصيدة التسلل وواجه الحارس وسدد الكرة لمست العارضة وتابعت مسيرتها داخل الشباك في الدقيقة (90).
وكاد ابو كشك ان يحقق هدفا رابعا للفيصلي عندما تركته تمريرة فادي لافي بمواجهة الحارس الذي سددها ارتطمت بالمدافعين ليعلن الحكم عن نهاية اللقاء بفوز الفيصلي على المجد (3-2).
المباراة في سطور
النتيجة: الفيصلي 3 المجد 2 سجل للفائز رزاق فرحان "هدفين في الدقيقتين (27 و 64) وفادي لافي (90)"، وسجل للخاسر رجا نافع (52) وفراس معسعس (57).
الملعب: ستاد العباسيين بدمشق
الحكام: ادار اللقاء طاقم حكام من ممكلة البحرين بقيادة جعفر محفوظ للساحة وأكبر حسين وخليل عبدالله مساعدين وحسين عبدالله حكما رابعا.
الانذارات: شريف عدنان (الفيصلي)، معن الراشد وعناد عثمان (المجد)
مثل الفيصلي: لؤي العمايرة، محمد منير (محمد خميس)، محمد زهير حيدر عبدالامير، علاء مطالقة، بهاء عبدالرحمن، شريف عدنان، قصي ابو عالية، حسونة الشيخ، مؤيد سليم (مؤيد ابو كشك)، رزاق فرحان (فادي لافي).
مثل المجد: سامر السعيد، فراس معسعس (محمود الفرج)، حمزة ايتوتي، علي ذياب، معن الراشد، سامر عوض، محمد زاهر، عناد عثمان، محمد القدور (محمد الواكد)، رجا رافع، محمد زينو.
الإنجاز للوطن
مشرف الدهيم رئيس وفد النادي الفيصلي اكد أن هذا الانتصار يضاف الى سجلات الوطن الزاخرة بالعرق والجهد، وأكد في حديثه لموفد "الغد" بعد ختام اللقاء أن الفريق نفذ تعليمات المدرب بنجاح، وأن المدرب عرف كيف يقرأ المباراة وعرف من اين تؤكل الكتف، ودفع في الوقت المناسب باللاعب المناسب، حيث تمكن من حسم النتيجة في الوقت القاتل، وان رئاسة النادي كانت على اتصال دائما بالوفد مقدمة كافة اشكال الدعم لأعضاء الفريق لتحقيق النتيجة، وهذا ما تحقق، وأشاد الدهيم بالجهد الكبير الذي قدمته الصحافة الاردنية وخصوصا "الغد" بمتابعة الفريق منذ وصوله وحتى تحقيقه للانجاز.
فرحان.. فرحان
المحترف العراقي رزاق فرحان اكد أنه سعيد جدا بأول مشاركتة له مع الفيصلي بدوري ابطال العرب، وقال ان جميع اللاعبين نفذوا كافة التعلميات الصادرة عن الجهاز الفني الذي عرف كيف يوظف قدرات اللاعبين، وأكد لجمهور الفيصلي أنه اوفى بعده الذي قطعه على نفسه بتحقيق هدف او صناعة هدف لأحد زملائه في هذا اللقاء، وهذا ما تحقق عندما سجل هدفين.
سليم: جهود الإدارة مشكورة
مؤيد سليم اشار الى ان الجهود الكبيرة المبذولة من رئاسة النادي وتذليل كافة الصعاب امام اللاعبين منحانا المزيد من الثقة لتقديم صورة مشرقة عن الكرة الاردنية، وان رئيس النادي سلطان العدوان لن ولم يأل جهدا في تقديم كافة اشكال الدعم للاعبين، مقدما شكره لزملائه وأعضاء الجهاز الفني والادراي للفريق على هذا الانتصار.
عليمات يحتفي بالفيصلي
وكان سفير الاردن في العاصمة السورية الدكتور محمد عليمات قد اقام مساء الاول من امس حفل عشاء على شرف وفد النادي الفيصلي بتحقيقه الانتصار ببطولة دوري ابطال العرب.