ضانا

الكشف عن 98 موقعا اثريا ضمن حدود محمية ضانا

كشفت دراسات اثرية عن وجود 98 موقعا اثريا ضمن حدود محمية ضانا تعود الى حوالي 20 الف سنة ماضية ابتداء من العصر الحجري فالانباط ثم الرومان و صولا للعصور الاسلامية الاولى.
وتشير الدراسات التاريخية الى اتخاذ الادوميين شمالي المحمية عاصمة لهم في منطقة بصيرا التي كانت تدعى بصرى والتي زاد من اهميتها القرب من مدينة البتراء وقلعة الشوبك التاريخية.
وفي المحمية اماكن اثرية ابرزها مواقع استخراج النحاس في منطقة فينان النبطية التي يمتد تاريخها الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد اذ تعد مجمعا للنحاس الاحمر والتي تقع غربي المحمية عند نهاية وادي ضانا وفق الباحث سليمان القوابعة في حين اشتهرت فينسان في العصر الروماني باسم يانوت حين كان يختار المحكومين بالاشغال الشاقة للعمل في مناجم النحاس في وقت تعد فيه هذه الخربة ثاني اكبر تجمع اثري بعد البتراء.
وتدلل مؤشرات وفق رسالة الماجستير للنائب السابق أدب السعود على ان الانباط احتلوا المنطقة وطوروا فيها انظمة للري لتجميع وتخزين المياه لاستغلالها في الزراعة، فضلا عن استخدامها لغايات الشرب الى جانب وجود بعض الكهوف المنحوتة في الصخر ذات الطابع النبطي في شق الريش .
و اكتسبت محمية ضانا اسمها من القرية الواقعة على حدودها التي كانت تدعى بترينا - ثانا ، الواقعة على موقع صخري 1210 متر عند سفح جبل العلمة 1641 مترا عن سطح البحر يطل موقعها على ملتقى وادي ضانا مع وادي شق الريش اذ تأسست هذه القرية في العهد العثماني في وقت تمكنت فيه الجمعية الملكية من استثمار هذا الجمال في انشاء مراكز ومرافق سياحية كان ابرزها المشروع الاخير في منطقة وادي فينان.
وقال مسؤول في محمية ضانا ان الجمعية استطاعت تجهيز نزل سياحي في وادي فينان بكلفة مليون دولار اميركي، يضم 26 غرفة وقاعات طعام واستقبال ومكاتب ومرافق سياحية وبيئية تلائم طبيعة المكان.
واوضح مدير السياحية البيئية في المحمية موسى السعيديين ان المشروع يكرس مساعي حثيثة لتطوير المنتج السياحي البيئي ورفع مستوى معيشة الاسر في وادي فينان وعربة.
واوضح ان النزل وفر 15 فرصة عمل في المنطقة بعد التدريب على اعمال الفندقة اذ جرى إعداد برامج بيئية لإطلاع الزوار على معالم المكان باستخدام الدراجات الهوائية والسيارات رباعية الدفع.
ويجري التركيز في محمية ضانا على تنفيذ مشروعات بيئية وسياحية في منطقة فينان ومواقع اخرى لاستكمال مشروعات السياحة البيئية وتحديث الخدمات وتفعيل برامج الترويج السياحي للوادي بالتزامن مع الحفاظ على المنظومة الطبيعية للموقع 0
واضاف السعيديين ان مخيمات سياحية مجهزة بخدمات ستقام على امتداد أودية فينان وعربة لاستقبال الأفواج السياحية المتجهة نحو وادي عربة والبتراء سيرا على الأقدام عبر ممرات سياحية تجري إقامتها حاليا .
وبين ان محمية ضانا ستنظم رحلات استكشافية على الدراجات الهوائية وجولات تفقدية للإطلاع على أنفاق مناجم النحاس ومواقع الحضارات القديمة في المنطقة مضيفا ان المحمية شهدت حركة سياحية نشطة منذ بداية العام الماضي.
ويحتوي موقع فينان على خربة تدل الوقائع انها شهدت استيطانا انسانيا منذ القرن السابع قبل الميلاد اضافة الى مؤشرات على أنظمة زراعية استخدمت في الموقع مثل الجدران الكبيرة وانظمة الري والاقنية والخزانات.
وكانت المحمية الطبيعية في ضـــــــانا بدأت عملها عام ( 1991 ) في مناطق جنوبي محافظة الطفيلة ، تشـــمل مساحات تقدر بحوالي ( 300 ) كيلو متر مربع ، تمكنت من تشغيل حوالى ( 60 ) فردا من ابناء وبنات المجتمعات المحلية ، في مناطق عملها.