الغش في الامتحانات ... مشكلة مزمنة ما تزال تنتظر الحل

الغش في الامتحانات: مشكلة مزمنة ما تزال تنتظر الحل

معتصم الرقاد
عمان- طرق عدة بات يتبعها الطلبة اثناء ممارستهم واحدة من اقدم الظواهر في الاوساط الاكاديمية: الغش في الامتحانات. والقت التكنولوجيا بظلالها على هذه الوسائل التي اضحت تتنوع ما بين استخدام الاجهزة اللاسلكية والخلوية في قاعات الامتحان.
يهدف الامتحان دائما الى قياس قدرات الطالب ومدى الاستفادة مما تعلمه على طول الفصل أو السنة الدراسية، وهذا يتطلب منه الاعتماد على النفس واختبار قدراته الشخصية في أداء الامتحان على أكمل وجه للتأهل لاجتياز هذه المرحلة.
يقول الطالب الجامعي عدي أحمد (20عاما) "لا استخدم طريقة الغش للوصول الى النجاح، وبؤسفني موقف الطلبة الذين يلجأون الى استخدام مثل هذه الوسائل، لتجاوز مراحل معينة من حياتهم ولكن هذا سوف يوصلهم الى طريق الفشل، وعدم القدرة على مواجهة صعوبات الحياة".
ويعتقد عدي أن التهاون والتساهل وصعوبة التعامل مع المناهج الدراسية نتيجة الاهمال، هو ما يدفع الطلبة الى استخدام مثل هذه الاساليب التي تفي بالغرض لفترة محددة.
ويضيف الى أنه يجب على كل طالب متفوق ومتميز في وضعه الدراسي، أن يكافح في معالجة هذه الظاهرة التي يعتقد بأنها الى حد ما تعمل على الاخلال بالبناء التحتي لاي مجتمع.
وتقول والدة الطالب باسل (13عاما) "في حالة أني سمعت أن ابني يلجأ الى الغش بالامتحانات، سوف يكون ردي سريعا بأن أحاسبه وأعاقبه قبل ان يحاسبه أستاذه أو تقوم المدرسة بذلك".
وترى أم باسل أن المعاقبة على هذا الفعل تكون عن طريق القيام بتقديم النصيحة للابناء وارشادهم وتحذيرهم بين الحين والآخر، واقناعهم أن ذلك بمثابة تخريب لمستقبلهم سواء من يقوم بالمساعدة على الغش أو متلقي هذه المعلومة المنقولة بطرق غير صحيحة.
ويشير المشرف التربوي الاستاذ طالب حمدان الى أن ظاهرة الغش في المدارس كافة أصبحت عادة إي (داء متفش) بين الطلاب، ويتبع الطلاب أساليب متنوعة ومتعددة للحصول على الاجابات في الامتحانات، والطالب الذي يقوم بهذه العملية هو الطالب الذكي في اختيار أسلوب مناسب.
ويضيف حمدان أن "تعليمات الانضباط المدرسي غير مفعلة في اسناد العقوبة المناسبة والرادعة للطالب في حالة الامساك به متلبسا بالغش، فلا توجد اجراءات حاسمة لكن تتم الامور عن طريق التنبيه الشفوي وهذا لا يكفي".
ويتحدث الطالب الجامعي أحمد عبدالله مبتسما وواثقا من نفسه "أصبحت ممارسة الغش لدي تعويدا، في كثير من الحالات أكون دارسا ومطلعا على المادة ولكن أفضل اللجوء الى الغش لانه في أكثر الاوقات تكون المعلومات بهذه الطريقة موثقة، إما منقولة عن الكتاب أو المعلم لهذا تكون الامور أفضل من إفراغ المعلومات المتوفرة لدي".
ويعلم أحمد ما هي العواقب في حالة الامساك به متلبسا في عملية غش، ويشير "أن القرارات المتبعة في عملية الامساك بمن يغش تتمثل في الانسحاب من فصل دراسي وإعادته، وإذا كان الطالب خريجا سوف يتأخر تخرجه ويتطلب منه إعادة المادة الدراسية".
ويشير رئيس قسم العلوم الانسانية والاجتماعية بالجامعة الهاشمية د. يحيى علي بأنه يوجد فرق بين محاولة الغش أو وقوع الطالب متلبسا بالغش، ففي كل حالة توجد هناك طريقة لمعالجتها فالأولى يكون هناك التنبيه، أما في حالة التكرار تتم المعاقبة حسب التعليمات المعمول بها.
ويرى د. على أن قضية التحويل الى اللجنة ليست سهلة بحق الطالب، وتجب مراعاة ظروف الطالب، بحيث أن التعليمات تعمل على فصل الطالب من الفصل الدراسي الحالي والذي يليه بالقيام بسحب المواد، وإذا كان الطالب خريجا يرجع ذلك الى قرار اللجنة.
ويضيف الى أنه أحيانا لا ترتقي الامور الى ذلك حيث يكون هناك تنسيق مع رئيس القسم، وحسب طبيعة الامتحان من ناحية إذا كان كتابيا أو موضوعيا أو حتى على أجهزة الكمبيوتر، ويمكن معالجته عن طريق العلامات المتدنية أو الفصل حسب الظروف التي يتم الإمساك فيها به متلبسا.
ويشير د. منذر زيتون من ناحية شرعية بأن الغش محرم شرعا استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا)، وهو ادعاء الطالب بأنه يعلم المعلومة وهو لا يعلم، انما عمل على نقلها.
ويضيف من ناحية أخرى بأن عملية الغش سرقة وتعمل على التمويه وتضليل المعلم، وهذا يوصل فكرة للمعلم بأن الطالب تمكن من الحصول على المعلومة وهو غير ذلك، ومن ناحية أخلاقية هذا لا يجوز وفيه عدم احترام للجهد وأخذ نفس المقابل ونفس العلامة.
ويرى د. منذر بأن الامتحان يعمل على قياس أمرين "الاول؛ قياس مدى استقبال الطالب للمعلومة وهو الأمر الذي ينعكس على التحصيل، والآخر هو قدرة المعلم على إيصال المعلومة، ومن هنا ينظر المعلم الى مستوى الطلاب، ولا ننسى أيضا بأن الطالب سوف يتخرج الى سوق العمل وفي حالة الاعتماد على الغير في بداية حياته سوف يقوده ذلك الى الفشل في النهاية".