مسلسلات سنوات الضياع و نور تحد من أزمة المرور

أسعار المحروقات ومسلسلا "نور" و"سنوات الضياع" تحّد من أزمة المرور

موفق كمال
عمّان- حافظت عمان على هدوء شوارعها خلال الصيف اللاهب. وسواء أكان اللهب آتيا من موجة الحر التي لم يعتد المواطنون مثلها سابقا، أو بسبب ارتفاع الأسعار التي ارتبطت عالميا بالارتفاع القياسي لأسعار النفط، إلا أن معدل الأزمات المرورية التي اعتادها أهل عمان خصوصا انخفضت في الصيف الحالي.
ورغم أن سجل أعداد السيارات الأردنية في إدارة الترخيص والمركبات، يفصح عن وجود حوالي 900 ألف سيارة ومركبة، إضافة إلى 134 ألف دخلت البلاد قادمة من مختلف المعابر والحدود، فإن ذلك لم يحدث ذلك المظهر الازدحامي المألوف في شوارع العاصمة في مثل هذا الوقت من السنة.
وبخلاف العادة، بدت عودة المغتربين الأردنيين في إجازاتهم إلى أهاليهم، هذه الأيام، ودخول أفواج من الزوار، وكأنها طبيعية. ووفق مصدر حكومي موثوق، فإن عدد المركبات في المملكة مايزال في ازدياد ملحوظ.
كذلك، هناك عوامل عدة ساهمت في انخفاض نسبة الأزمات المرورية، منها تحرير أسعار المحروقات، وبخاصة البنزين، وانزواء كثير من العائلات في بيوتها، ترشيدا للمصاريف التي يمكن تكبدها لو فكروا بالخروج في "مشاوير" أو جولات تسوق.
ولعل الطريف في طبيعية الحركة المرورية، أن يرد انخفاض أزماتها إلى ساعات بث مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" التركيين، بحسب طالبة جامعية، بذريعة أن "المعجبين بشخصيات المسلسلين، لا يفوتون حلقاته، ويتابعون ما يعاد منها على قناة mbc".
وترى حلا خليل أن هذين المسلسلين جذبا أغلب المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية، وسمّرتهم أمام شاشات التلفزيون، مما جعلهم يلتزمون منازلهم خلال عرضهما في أوقات متفاوتة، وبالتالي انعكس ذلك إيجابا على التخفيف من أزمة الطرق.
ويتحدث المواطنون الذي يشاهدون مسلسل نور، عن توقعاته، وتعقد له جلسات تحليل، وتجرى بشأنه اتصالات هاتفية، فضلا عن انجذاب الجمهور، وبالذات الجنس اللطيف إلى الشخصية الرئيسة في المسلسل "مهند"، وانجذاب الذكور إلى شخصية "لميس" في مسلسل "سنوات الضياع".
بيد أن الجانب الرسمي المعني بالتنظيم المروري، يعزو الأمر إلى مسألة مختلفة تماما عما يلتقطه الناس من ملاحظات، إذ يعتبر الهدوء الذي تعيشه شوارع العاصمة، هو بسبب تطبيق إدارة السير للتعليمات المرورية بكل حرفية واقتدار.
ولمحمد المصري، الموظف في أحد البنوك، رأي يشاطره فيه عديدون، إذ يرى أن تراجع الأزمة المرورية لهذا الصيفية عائد إلى تحرير أسعار المحروقات، والبنزين خصوصا، ما دعا مالكي مركبات وتحديدا من موظفي القطاعين العام والخاص إلى ترشيد استخدام مركباتهم، حتى لا تضاعف فاتورة البنزين، فترهقهم ميزانياتهم المحدودة غالبا.
ويعتبر المصري أن حجم "فاتورة المحروقات يحرق الأعصاب" ويؤثر على الدخل المالي للأسرة.
وللدخول في عالم ترشيد المصاريف، يبتكر المواطنون كل يوم طرقا جديدة، ووفق المصري، الذي اتفق مع ثلاثة من زملائه في العمل، يتولى كل واحد منهم ضمن برنامج منظم، توصيل المجموعة في الذهاب والعودة إلى منازلهم، أو "إلى أقرب أماكن سكننا، وذلك لمدة أسبوع، ثم يأتي الدور على زميل آخر وهكذا، وبذلك نوفر ثلاثة أرباع فاتورة المحروقات لكل منا".
غير أن مصدرا رفيع المستوى في إدارة السير والمركبات، اعتبر أن هدوء الشوارع وطبيعية الأزمة المرورية كان بسبب نجاح إدارته في تطبيق خطة الصيف، ومنها الانتشار الدائم لمراقبي السير في معظم شوارع العاصمة، بالإضافة الى إعادة برمجة الإشارات الضوئية بالتعاون مع أمانة عمان، وترتيب التقاطعات.