تجارة الفتيات

بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" (الحشر). حدث مع شاب موظف (جامعي حديث التخرج) أعرفه أنه تقدم لخطبة فتاة، وسارت الأمور على ما يرام، وتم الاتفاق على المهر (المعجل والمؤجل) بينهم بواقع خمسة آلاف للمعجل (تشمل المصاغ وبعض التجهيزات لها والمهر) وعشرة آلاف للمؤجل، وتمت الخطبة بعون الله عند المأذون الشرعي، وبعد ذلك تمت حفلة الخطوبة وقدم المصاغ حسب الاتفاق، وتم عمل التجهيزات، ثم بعد ذلك تم دفع المهر (بجلسة عائلية) بوجود الفتاة والدها ووالدتها، وبذلك تم دفع المهر المعجل كاملا حسب الاتفاق. وبعد ما يقارب من شهر أو يزيد تفاجأ الخطيب بتبليغ من المحكمة الشرعية بقضيتين: الأولى يطالبون بالمهر المعجل والقضية الثانية يطالبون بالنفقة، ومنذ ذلك الحين حرم الشاب من رؤية خطيبته وكذلك عدم استقبال والد الفتاة لأي جاهه من قريب أو من بعيد للتفاهم مع والد الفتاة. بالنسبة لقضية النفقة فقاموا بتأكيد وجود أملاك وعمارات ومحلات تجارية وأنه يعمل براتب خيالي كي يأخذوا نفقة شهرية مرتفعة (علماً أنه لم يمضي على تخرجه أكثر من سنة وأنه موظف مبتدئ ) وتم الحكم عليه بدفع نفقة شهرية لها بمفعول رجعي وبالسجن لمدة ستون يوماً. أما بالنسبة لقضية المهر المعجل فقد قام والد الفتاة بالقسم على كتاب الله أمام القاضي الشرعي (يميناً غموساً) عندما طلب منه الشهادة بأنه لم يقبض المهر المعجل البالغ خمسة آلاف دينار حسب الاتفاق لا من قريب ولا من بعيد مطلقاً والفتاة كذلك، وتم تنفيذ الحكم، وبسؤال القاضي لوالد الفتاة هل تريد التفريق فكانت إجابته بالنفي، وقال أنه يريد أن يطالب بالحق الشرعي لفتاته لقيام الشاب بأكل ً حقها الشرعي بهتانا. من الطبيعي أن يقول والدها ذلك حتى تربح تجارته في ابنته، فان طالب بالتفريق فسيقوم بالتنازل عن المهر المؤجل والبالغ عشرة آلاف دينار بالإضافة للنفقة الشهرية، وان طلق الشاب لوحده سيقوم والد الفتاة برفع قضية طلاق تعسفي فسيقوم الشاب بدفع نصف المعجل والمؤخر البالغ سبعة آلاف وخمسمائة دينار بالإضافة للمبلغ الذي أنكره فسيبلغ المجموع اثنا عشر ألف وخمسمائة دينار بالإضافة إلى ما يحكم به القاضي من استمرار لدفع النفقة شهرية لمدة قد تدوم إلى ثلاث سنوات، ولا يستطيع الشاب رفع قضية بيت طاعة لأنه أخل بأحد شروط العقد ولم يثبت دفعه للمهر. بصراحة إنها عملية نصب محبوكة قانونياً ولا مفر منها. بسم الله الرحمن الرحيم "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ً* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً * أولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً" (االكهف). بسم الله الرحمن الرحيم "ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" (هود).